فصل: سادس شوال أخرج ابن الطبلاوي علاء الدين منفيًا إلى الكرك

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


ثم في

 سادس شوال أخرج ابن الطبلاوي علاء الدين منفيًا إلى الكرك

ومعه نقيب واحد‏.‏

وفى يوم الثلاثاء خامس شوال من سنة إحدى وثمانمائة فيه كان ابتداء مرض السلطان الملك الظاهر برقوق‏.‏

وسببه أنه ركب للعب الكرة بالميدان فلما فرغ منه قدم عليه عسل نحل ورد من كختا فأكل منه ومن لحم بلشون مشوي‏.‏

ثم دخل إلى مجلس أنسه وشرب مع ندمائه فاستحال ذلك خلطا رديئًا لزم منه الفراش من ليلته‏.‏

ثم أصبح وعليه حمى شديدة الحرارة‏.‏

ثم تنوع مرضه وأخذ في الزيادة من اليوم الثالث وليلة الرابع وهو البحران الأول فأنذر - عن السابع إنذارًا رديئًا لشدة الحمى وضعف القوة حتى أيس منه‏.‏

وأرجف بموته في يوم السبت تاسعه واستمر أمره في الزيادة إلى يوم الأربعاء ثالث عشره فقوي الإرجاف بموته وغلقت الأسواق فركب الوالي ونادى بالأمان‏.‏

فلما أصبح يوم الخميس استدعى السلطان الخليفة المتوكل على الله وقضاة القضاة وسائر الأمراء وجميع أرباب الدولة فحضر الجميع في مجلس السلطان فحدثهم السلطان في العهد لأولاده‏.‏

وابتدأ الخليفة بالحلف للأمير فرج ابن السلطان وأنه هو السلطان بعد وفاة أبيه‏.‏

ثم حلف القضاة والأمراء وجميع أرباب الدولة وتولى تحليفهم كاتب السر فتح الله فلما تم الحلف للأمير فرج حلفوا أن يكون القائم بعد فرج أخوه عبد العزيز وبعد عبد العزيز أخوهما إبراهيم‏.‏

ثم كتبت وصية السلطان فأوصى لزوجاته وسراريه وخدامه بمائتي ألف دينار وعشرين ألف دينار وأن يعفر له تربة بالصحراء خارج باب النصر تجاه تربة الأمير يونس الدوادار بثمانين ألف دينار ويشترى بما فضل عن عمارة التربة المذكورة عقار ليوقف عليها وأن يدفن السلطان الملك الظاهر برقوق بها في لحد تحت أرجل الفقراء‏:‏ وهم الشيخ علاء الدين السيرامي الحنفي والشيخ أمين الدين الخلواتي الحنفي والمعتقد عبد الله الجبرتي والمعتقد طلحة والشيخ المعتقد أبو بكر البجائي والمجذوب أحمد الزهوري‏.‏

وقرر أن يكون الأمير الكبير أيتمش هو القائم بعده بتدبير ابنه فرج وأن يكون وصيًا على تركته ومعه تغري بردي من بشبغا أمير السلاح أعني عن الوالد والأمير بيبرس الدوادار ابن أخت السلطان بعدهما ثم الأمير قطلوبغا الكركي أحد أمراء العشرات ثم الأمير يلبغا السالمي أحد أمراء العشرات أيضًا ثم سعد الدين إبراهيم بن غراب وجعل الخليفة ناظرًا على الجميع‏.‏

ثم انفض المجلس ونظر الأمراء بأسرهم في خدمة الأمير الكبير أيتمش البجاسي إلى منزله فوعد الناس أنه يبطل المظالم وأخذ البراطيل على المناصب والولايات‏.‏

وأكثر السلطان في مرضه من الصدقات فبلغ ما تصدق به في هذا المرض أربع عشرة ألف دينار وتسعمائة دينار وتسعة وتسعين دينارًا‏.‏

وأخذ في النزع من بعد الظهر إلى أن مات السلطان الملك الظاهر برقوق من ليلته بعد نصف الليل وهي ليلة الجمعة خامس عشر شوال وقد تجاوز ستين سنة من العمر بعد أن حكم على الديار المصرية والممالك الشامية أميرًا كبيرًا مدبرًا وسلطانًا إحدى وعشرين سنة وسبعة وخمسين يومًا منها تحكمه بديار مصر بعد مسك الأمير الكبير طشتمر العلائي الدوادار أربع سنين وتسعة أشهر وعشرة أيام وكان يسمى إذ ذاك بالأمير الكبير نظام الملك ومنذ تسلطن سلطنته الأولى في يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة إلى أن خلع واختفى في واقعة الناصري ومنطاش في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ست سنين وثمانية أشهر وسبعة عشر يومًا‏.‏

وتسلطن عوضه الملك المنصور حاجي ابن الملك الأشرف شعبان بن حسين ودام مخلوعًا محبوسًا ثم خارجًا بالبلاد الشامية ثمانية أشهر وستة عشر يومًا‏.‏

وأعيد إلى السلطنة ثانيًا‏.‏

فمن يوم أعيد إلى سلطنته ثانية إلى أن مات في ليلة الجمعة المذكورة تسع سنين وثمانية أشهر‏.‏

وتسلطن من بعده ابنه الملك الناصر فرج وجلس على تخت الملك حسبما يأتي ذكره في سلطنته‏.‏

ثم أخذ الأمراء في تجهيز السلطان الظاهر برقوق - رحمه الله - وغسل وكفن‏.‏

وصلى عليه بالقلعة قاضي القضاة صدر الدين المناوي الشافعي وحمل نعشه سائر الأمراء على أعناقهم إلى تربته فدفن بها - حيث أوصى - على قارعة الطريق ولم يكن بذلك المكان يوم ذاك حائط ودفن قبل صلاة الجمعة‏.‏

ونزل أمام نعشه سائر الأمراء وأرباب الدولة مشاة يصيحون ويصرخون بالبكاء والعويل وقد امتلأت طرق الصحراء بالجواري والنساء السبيات الحاسرات منشرات الشعور من حرم مماليكه وحواشيه فكان يومًا فيه عبرة لمن اعتبر‏.‏

ولم يعهد قبله أحد من ملوك مصر دفن نهارًا غيره وضربت الخيام على قبره وقرىء القرآن أيامًا ومدت الأسمطة العامة الهائلة وترددت أكابر الدول في كل ليلة إلى قبره عدة أيام وكثر أسف الناس عليه‏.‏

قلت‏:‏ وهو أول من ولي السلطنة من الجراكسة بالديار المصرية بعد الملك المظفر بيبرس الجاشنكيز على خلاف في بيبرس وهو القائم بدولة الجراكسة وقد تقدم ذكر ذلك كله في أول ترجمته‏.‏

وخلف من الأولاد ثلاثة ذكور‏:‏ الملك الناصر فرجًا وأمه أم ولد رومية تسمى شيرين وهي بنت عم الوالد وقيل أخته وماتت في سلطنة ابنها الملك الناصر فرج وعبد العزيز وأمه أم ولد أيضًا تركية الجنس تسمى قنق باي ماتت في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وإبراهيم وأمه خوند بركة ماتت في أواخر دولة الملك الأشرف برسباي‏.‏

وخلف أيضًا ثلاث بنات‏:‏ خوند سارة‏:‏ وأمها أم ولد تزوجها الأمير نوروز الحافظي ثم مقبل الرومي وماتت في سنة ست عشر وثمانمائة بطريق دمشق وخوند بيرم‏:‏ وأمها خوند هاجر بنت منكلي بغا الشمسي تزوجها إينال باي بن قجماس وماتت بالطاعون في سنة تسع عشرة وثمانمائة وخوند زينب‏:‏ وأمها أم ولد تزوجها الملك المؤيد شيخ ثم من بعده الأتابك قجق وماتت في حدود سنة ثلاثين وثمانمائة‏.‏

وخلف في الخزانة وغيرها من الذهب العين ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار ومن الغلال والقنود والأعسال والسكر والثياب وأنواع الفرو ما قيمته أيضًا ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار‏.‏

وخلف من الخيل نحو ستة آلاف فرس ومن الجمال نحو خمسة آلاف جمل ومن البغال وحمير التراب عدة كبيرة‏.‏

وبلغت عدة مماليكه المشتروات خمسة آلاف مملوك وبلغت جوامك مماليكه في كل شهر نحو أربعمائة ألف درهم فضة وعليق خيولهم في الشهر ثلاثة عشر ألف إردب شعير وعليق خيوله بالإسطبل السلطاني وغيره وجمال النفر وأبقار السواقي وحمير التراب في كل شهر أحد عشر ألف إردب من الشعير والفول‏.‏

وكان ملكًا جليلًا حازمًا شهمًا شجاعًا مقدامًا صارمًا فطنًا عارفًا بالأمور والوقائع والحروب‏.‏

ومما يدل على فرط شجاعته وثوبه على الملك وهو من جملة أمراء الطبلخانات وتملكه الديار المصرية من تلك الشجعان‏.‏

وما وقع له مع الناصري ومنطاش عند خلعه من السلطنة كان خذلانًا من الله تعالى ‏"‏ ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا ‏"‏‏.‏

وما وقع له بعد خروجه من حبس الكرك فهومن أكبر الأدلة على شجاعته وإقدامه وكان - رحمه الله - سيوسًا عاقلًا ثبتًا وعنده شهامة عظيمة ورأي جيد ومكر شديد وحدس صائب‏.‏

وكان يتروى في الشيء المدة الطويلة حتى يفعله ويتأنى في أموره مع طمع كان فيه وشر في جمع المال‏.‏

وكان يحب الاستكثار من المماليك ويقدم جنس المماليك الجراكسة على غيره ثم ندم على ذلك في أواخر عمره بعد فتنة علي باي‏.‏

وكان يحب اقتناء الخيول والجمال‏.‏

وكان يتصدى للأحكام بنفسه ويباشر أحكام المملكة برأيه وتدبيره فيصيب في غالب أموره‏.‏

على أنه كان كثير المشورة لأرباب التجارب يأخذ رأيهم فيما يفعله ثم يقيس رأيهم على حدسه فيظهر له ما يفعله‏.‏

وكان يحب أهل الخير والصلاح وله اعتقاد جيد في الفقراء والصلحاء‏.‏

وكان يقوم للفقهاء والصلحاء إذا دخل عليه أحد منهم ولم يكن يعهد هذا من ملك كان قبله من ملوك مصر‏.‏

على أنه صار يغض من الفقهاء في سلطنته الثانية من أجل أنهم أفتوا في قتاله وقتله لا سيما القاضي ناصر الدين ابن بنت ميلق فإنه كان كثير الاعتقاد فيه ومع شدة حنقه عليهم كان لا يترك إكرامهم‏.‏

وكان كثير الصدقات والمعروف أوقف ناحية بهتيت على سحابة تسير مع الحاج إلى مكة في كل سنة ومعها جمال تحمل المشاة من الحاج وتصرف لهم ما يحتاجون إليه من الماء والزاد ذهابًا وإيابًا‏.‏

ووقف أيضًا أرضًا على قبور إخوة يوسف عليه السلام بالقرافة‏.‏

وكان يذبح دائمًا في طول أيام إمارته وسلطنته في كل يوم من أيام شهر رمضان خمسًا وعشرين بقرة يتصدق بها بعد أن تطبخ ومعها آلاف من أرغفة الخبز النقي تفرق على أهل الجوامع والمساجد والربط وأهل السجون لكل إنسان رطل لحم مطبوخ وثلاثة أرغفة وهذا غير ما كان يفرق في الزوايا من اللحم أيضًا فإنه كان يعطي لكل زاوية خمسين رطلًا من اللحم الضأن وعدة أرغفة في كل يوم وفيهم من يعطى أكثر من ذلك بحسب حالهم‏.‏

وكان يفرق في كل سنة في أهل العلم والصلاح مائتي ألف درهم الواحد إلى مائة دينار‏.‏

وكان يفرق في فقراء القرافتين لكل فقير من دينار إلى أكثر وأقل ويفرق في كل سنة ثمانية آلاف إردب قمحًا على أهل الخير وأرباب الصلاح‏.‏

وكان يبعث في كل سنة إلى بلاد الحجاز ثلاثة آلاف إردب قمحًا تفرق في الحرمين وفرق في مدة الغلاء كل يوم أربعين إردبًا عنها ثمانية آلاف رغيف فلم يمت فيه أحد من الجوع‏.‏

وكان غير هذا كفه يبعث في كل قليل بجملة من الذهب تفرق في الفقهاء والفقراء حتى إنه تصدق مرة بخمسين ألف دينار مصرية على يد خازنداره العبد الصالح الطواشي صندل المنجكي الرومي‏.‏

وأبطل عدة مكوس‏:‏ منها ما كان يؤخذ من أهل شورى وبلطيم من البرلس وكانت شبه الجالية وأبطل ما كان يؤخذ على القمح بثغر دمياط عما تبتاعه الفقراء وغيرهم‏.‏

وأبطل مكس معمل الفراريج بالنحريرية وما معها من بلاد الغربية وأبطل مكس الملح بعينتاب ومكس الدقيق بالبيرة وأبطل من طرابلس ما كان مقررًا على قضاة البر ولاة الأعمال عند قدوم النائب إليها وهو مبلغ خمسمائة درهم على كل منهم أو بغلة بدل ذلك‏.‏

وأبطل ما كان يؤخذ على الدريس والحلفاء بباب النصر خارج القاهرة‏.‏

وأبطل ضمان المغاني بمدينة الكرك والشوبك وبمنية ابن خصيب وأعمال الأشمونين وزفتة ومنية غمر‏.‏

وأبطل رمي الأبقار بعد الفراغ من عمل الجسور بأراضي مصر على البطالين بالوجه البحري‏.‏

وأنشأ بالقاهرة مدرسته التي لم يعمر مثلها بين القصرين ورتب لها صوفية بعد العصر كل يوم وجعل بها سبعة دروس لأهل العلم على المذاهب الأربعة أعظمهم بالإيوان القبلي الحنفي ثم درسًا للتفسير ودرسًا للحديث ودرسًا للقراءات وأجرى على الجميع في كل يوم الخبز ولحم الضأن المطبوخ وفي الشهر الحلوى والزيت والصابون والدراهم ووقف على ذلك الأوقاف الجليلة من الأراضي والحور ونحوها‏.‏

ذراعًا في عرض عشرين ذراعًا‏.‏

وجمد خزائن السلاح بثغر الإسكندرية وسور دمنهور وعمر جبال الشرقية بالفيوم وكانت منذ عشرين سنة خرابًا وزاوية البرزخ بدمياط وقناة العروب بالقدس وبنى أيضًا بركة بطريق الحجاز وبركة أخرى برأس وادي بني سالم بطريق الحجاز وجدد عمارة القناة التي تحمل ماء النيل إلى قلعة الجبل وجدد عمارة الميدان من تحت القلعة بعد ما كان خرب وسقاه وزرع به القرط وغرس فيه النخل‏.‏

وعمر صهريجًا ومكتبًا يقرأ فيه أيتام المسلمين القرآن الكريم بقلعة الجبل وجعل عليه وقفًا‏.‏

وعمر أيضًا بالقلعة طاحونًا‏.‏

وعمر أيضًا سبيلًا تجاه باب دار الضيافة تجاه القلعة‏.‏

وخطب له على منابر تبريز عندما أخذها قرا محمد التركماني وضربت الدنانير والدراهم فيها باسمه‏.‏

وخطب له على منابر الموصل من العراق وعلى منابر ماردين بديار بكر ومنابر سنجار‏.‏

وخرب عساكره مدينة دوركي وأرزنكان من أرض الروم‏.‏

وكان نائبه بالديار المصرية الأمير سودون الفخري الشيخوني إلى أن مات سودون المذكور فلم يستنب الملك الظاهر أحدًا بعده‏.‏

وكانت نوابه بدمشق أعني الذين تولوا في أيام سلطنته‏:‏ الأمير بيدمر الخوارزمي وإشقتمر المارديني وألطنبغا الجوباني غير مرة وطرنطاي السيفي ويلبغا الناصري صاحب الوقعة معه وبطا الطولوتمري الظاهري وسودون الطرنطاي وكمشبغا الأشرفي وتاني بك المعروف بتنم الحسني ومات الملك الظاهر وهو على نيابتها‏.‏

ونوابه بحلب‏:‏ يلبغا الناصري غير مرة وسودون المظفري وكمشبغا الحموي وقرادمرداش الأحمدي وجلبان الكمشبغاوي الظاهري قرسقل وتغري بردي عن بشبغا الظاهري أعني عن الوالد وأرغون شاه الإبراهيمي الظاهري وآقبغا الجمالي الظاهري الأطروش ومات السلطان وهو على نيابتها‏.‏

ونوابه بطرابلس‏:‏ مأمور القلمطاوي وكمشبغا الحموي اليلبغاوي وأسندمر السيفي قرادمرداش الأحمدي اليلبغاوي وإينال بن خجا على وإياس الجرجاوي ودمرداش المحمدي الظاهري وأرغون شاه الإبراهيمي الظاهري وآقبغا الجمالي الظاهري الأطروش ويونس بلطا الظاهري ومات الملك الظاهر وهو على نيابتها‏.‏

ونوابه بحماة‏:‏ صنجق الحسني وسودون المظفري وسودون العلائي وسودون العثماني وناصر الدين محمد بن المهمندار ومأمور القلمطاوي اليلبغاوي ودمرداش المحمدي الظاهري وليها مرتين وآقبغا السلطاني ويونس بلطا الظاهري ثم دمرداش المحمدي ومات برقوق وهو على نيابتها ونوابه بصفد‏:‏ أركماس السيفي وبتحاص السودوني وأرغون شاه الإبراهيمي الظاهري وآقبغا الجمالي الأطروش الظاهري وأحمد ابن الشيخ علي وألطنبغا العثماني الظاهري ومات الملك الظاهر وهو على نيابتها‏.‏

ونوابه بالكرك‏:‏ طغاي تمر القبلائي ومأمور القلمطاوي اليلبغاوي وقديد القلمطاوي اليلبغاوي ويونس القشتمري وأحمد ابن الشيخ علي وبتخاص السودني ومحمد بن مبارك شاه المهمندار وألطنبغا الحاجب وسودون الظريف الظاهري الشمسي ومات السلطان وهو على نيابتها‏.‏

ونوابه بغزة‏:‏ قطلوبغا الضفوي وآقبغا الصغير ويلبغا القشتمري وألطنبغا العثماني الظاهري وبيخجا الشرفي المدعو طيفور وألطنبغا الحاجب ومات الملك الظاهر وهو على نيابتها‏.‏

قضاته بالديار المصرية فالشافعية‏:‏ برهان الدين إبراهيم بن جماعة وبدر الدين محمد بن أبي البقاء وناصر الدين محمد ابن بنت ميلق وعماد الدين أحمد المقيري الكركي وصدر الدين محمد المناوي وتقي الدين عبد الرحمن الزبيري ثم المناوي ثالث مرة ومات السلطان وهو قاض‏.‏

والحنفية‏:‏ صدر الدين محمد بن منصور الدمشقي وشمس الدين محمد الطرابلسي ومجد الدين إسماعيل بن إبراهيم وجمال الدين محمود القيصري العجمي وجمال الدين يوسف الملطي ومات والمالكية‏:‏ جمال الدين عبد الرحمن بن خير السكندري ثم ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون وشمس الدين محمد الركراكي المغربي وشهاب الدين أحمد النحريري وناصر الدين أحمد بن التنسي ثم ابن خلدون ثانيًا ومات الملك الظاهر وهو قاض‏.‏

والحنابلة‏:‏ نصر الدين نصر الله العسقلاني ثم ابنه برهان الدين إبراهيم ومات السلطان وهو قاض‏.‏

وأما أصحاب وظائفه من أكابر أمراء مصر فلم يضبطهم أحد من مؤرخي تلك العصر واكتفوا بذكرهم عند ولاية أحدهم أو عزله أو موته إن كانوا فعلوا ذلك‏.‏

ذكر مباشري دولته‏.‏

أستاداريته‏:‏ بهادر المنجكي ثم محمود بن علي بن أصفر عينه ثم قرقماس الطشتمري ثم عمربن محمد بن قايماز ثم قطلوبك العلائي ثم يلبغا الأحمدي المجنون ثم محمد بن سنقر ثم يلبغا المجنون ومات السلطان وهو على وظيفته‏.‏

ووزراؤه بديار مصر‏:‏ علم الدين عبد الوهاب المعروف بسن إبرة وشمس الدين إبراهيم بن كاتب أرنان وعلم الدين عبد الوهاب بن كاتب سيدي وكريم الدين عبد الكريم بن الغنام وموفق الدين أبو الفرج وسعد الدين نصر الله بن البقري وناصر الدين محمد بن الحسام وركن الدين عمر بن قايماز وتاج الدين عبد الرحيم بن أبي شاكر وناصر الدين محمد بن رجب بن كلبك ومبارك شاه وبدر الدين محمد بن الطوخي وتاج الدين عبد الرزاق بن أبي الفرج ومات السلطان وهو وزير‏.‏

وكتاب سره‏:‏ القاضي بدر الدين محمد بن فضل الله وأوحد الذين عبد الواحد بن ياسين وعلاء الدين علي المقيري الكركي ثم ابن فضل الله ثانيًا ثم بدر الدين محمود الكلستاني وفتح الدين فتح الله ومات السلطان وهو كاتب سره‏.‏

ونظار جيشه‏:‏ تقي الدين عبد الرحمن بن محب الدين وموفق الدين أبو الفرج وجمال الدين محمود القيصري العجمي وكريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز وشرف الدين محمد الدماميني وسعد الدين إبراهيم بن غراب ومات السلطان وهو ناظر الجيش‏.‏

ونظار خاصه‏:‏ سعد الدين نصر الله بن البقري وموفق الدين أبو الفرج وسعد الدين أبو الفرج بن تاج الدين موسى كاتب السعدي وسعد الدين بن غراب ومات السلطان وهو ناظر الجيش والخاص معًا والله تعالى أعلم‏.‏

السنة الأولى من سلطنة الظاهر برقوق الثانية وهي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة‏.‏

على أن الملك المنصور حاجي ابن الملك الأشرف شعبان حكم منها ثمانية أشهر وسبعة أيام من يوم سلطنته إلى يوم طلوع الملك الظاهر برقوق إلى قلعة الجبل‏.‏

فيها توفي الأمير سيف الدين آقبغا بن عبد الله الجوهري اليلبغاوي‏.‏

كان من أكابر اليلبغاوية وتولى الأستادارية وحجوبية الحجاب كليهما بديار مصر ووقع له أمور وهو أحد من أخرجه الملك الظاهر من حبس منطاش بالإسكندرية وندبه فيمن ندب من الأمراء لقتال منطاش فقتل في وقعة حمص عن بضع وخمسين سنة‏.‏

وكان أميرًا جليلًا عارفًا يذاكر بمسائل جيدة فقهية وغيرها في عدة فنون مع حدة مزاج‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين أردبغا بن عبد الله العثماني اليلبغاوي أحد أمراء الطبلخانات قتيلًا أيضًا في وقعة منطاش وكان من كبار اليلبغاوية‏.‏

وتوفي الأمير علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله الجوباني اليلبغاوي نائب الشام قتيلًا في واقعة منطاش وقد تقدم ذكر موته وكيفية قتله في أوائل سلطنة الملك الظاهر برقوق الثانية‏.‏

وكان من عظماء المماليك اليلبغاوية‏.‏

ولاه الملك الظاهر في سلطنته الأولى أمير مجلس ثم ولاه نيابة الكرك ثم نقله إلى نيابة الشام ثم قبض عليه وحبسه إلى أن أخرجه الناصري بعد خلع الملك الظاهر برقوق وحبسه فولاه الناصري رأس نوبة الأمراء إلى أن أمسكه منطاش وحبسه بالإسكندرية ثانيًا حتى أخرجه الملك الظاهر برقوق فيمن أخرجه بعد عوده إلى سلطنة مصر وولاه نيابة الشام وندبه لقتال منطاش فتوجه وقاتله وقتل في الواقعة وتولى الناصري نيابة الشام بعده‏.‏

ومات الجوباني وقد قارب الخمسين سنة من العمر‏.‏

وكان حشمًا فخورًا معظمًا في الدول متجفلًا في مركبه ومماليكه ولبسه وعنده سياسة وأدب ومعرفة رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين قازان اليرقشي أحد أمراء الطبلخانات بالديار المصرية وكان من حواشي الناصري‏.‏

قتل في واقعة منطاش على حمص‏.‏

وقبل أن يخرج منطاش بالملك المنصور من مصر لقتال الملك الظاهر برقوق لما خرج من سجن الكرك أمر والي الفيوم في الباطن بقتل جماعة كبيرة من الأمراء ممن كان بحبس الفيوم‏.‏

ثم سافر منطاش وبعد سفره بأيام قدم محضر مفتعل من كاشف الفيوم‏:‏ أنه لما كان يوم الجمعة حادي عشرين جمادى الآخرة سقط على الأمراء المسجونين حائط سجنهم فماتوا جميعًا‏.‏

فعظم ذلك على الناس إلى الغاية كونهم من أكابر الأمراء وأعيان الدولة وهم‏:‏ الأمير تنكز العثماني اليلبغاوي أحد أمراء الطبلخانات بالديار المصرية وكان من الشجعان وتمان تمر الأشرفي نائب بهنسا وكان من أكابر المماليك الأشرفية وهو من خشداشية منطاش لكنه كان من حزب الناصري وتمرباي الحسني الأشرفي حاجب الحجاب بالديار المصرية ومن أجل المماليك الأشرفية وهو حمو الوالد وكان من الشجعان وجمق الكمشبغاوي أحد أعيان مراء مصر والشام وكان من حزب الناصري وتمر الجركتمري أحد أمراء الطبلخانات بالديار المصرية وكان من حزب الملك الظاهر برقوق وقطلوبغا الأحمدي اليلبغاوي أحد أمراء الطبلخانات بمصر وقد ولي عدة أعمال وقرابغا البوبكري أمير مجلس وأحد مقدمي الألوف بالديار المصرية وقرقماس الطشتمري أستادار العالية والخازندار والدوادار الكبير بالديار المصرية تنقل في جميع هذه الوظائف وغيرها وكان أولًا من حزب الظاهر ثم صار من بعد خلعه من حزب يلبغا الناصري ويونس الإسعردي الرماح الظاهري أحد أمراء الطبلخانات‏:‏ لم يكن في المماليك الظاهرية من يضاهيه في حسن الشكالة ولا في لعب الرمح قتل الجميع في يوم واحد حسب ما ذكرناه‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين مأمور بن عبد الله القلمطاوي اليلبغاوي في واقعة حمص أيضًا‏.‏

وكان ولي نيابة الكرك وتقدمة ألف بديار مصر وحجوبية الحجاب بها ثم ولاه الملك الظاهر في سلطنته الثانية نيابة حماة فقتل وهو على نيابة حماة‏.‏

وكان من أجل المماليك اليلبغاوية وأعيان أمراء مصر وهو زوج بنت أستاذه الأتابك يلبغا التي خدمت الملك الظاهر برقوقًا لما حبس بالكرك‏.‏

وتوفي الشيخ المعتقد الصالح علي المغربل في خامس جمادى الأولى ودفن بزاويته خارج القاهرة بحكر الزراق‏.‏

وكان للناس فيه اعتقاد حسن ويقصد للزيارة‏.‏

وتوفي الشيخ المعتقد الصالح محمد الفاوي في ثامن جمادى الأولى ودفن خارج باب النصر‏.‏

وكان خيرًا معتقدًا‏.‏

وتوفي الشيخ المقرىء شمس الدين محمد المعروف بالرفاء في سابع جمادى الأولى‏.‏

وتوفي الأديب الشاعر شمس الدين محمد بن إسماعيل الإفلاتي في سادس جمادى الأولى‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع ونصف‏.‏

مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعًا وإصبعان‏.‏

والوفاء حادي عشر مسرى‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏

السنة الثانية من سلطنة الظاهر برقوق الثانية وهي سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير شهاب الدين أحمد ابن الأمير الكبير آل ملك الجوكندار في وتوقي قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن مسلم بن سعيد بن بحر القرشي الدمشقي الشافعي قاضي قضاة دمشق بخزانة شمائل بعد عقوبات شديدة في ليلة الأحد تاسع شهر رجب‏.‏

وكان غير مشكور السيرة مسرفًا على نفسه‏.‏

وهو ممن قام على الملك الظاهر برقوق بدمشق وحرض العامة على قتاله وقد مر من ذكره ما فيه غنية عن ذكره ثانيًا‏.‏

وتوفي الأمير حسام الدين بن علي بن الكوراني أحد أمراء الطبلخانات ووالي القاهرة مخنوقًا بخزانة شمائل بعد عقوبات كثيرة في عاشر شعبان‏.‏

وكان غير مشكور السيرة وفيه ظلم وجبروت‏.‏

قتل من الزعر في أيام ولايته خلائق لا تدخل تحت حصر‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة جلال الدين جلال بن رسول بن أحمد بن يوسف العجمي الثيري التباني الحنفي خارج القاهرة في يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب‏.‏

والتباني نسبة إلى سكنه موضع خارج القاهرة بالقرب من باب الوزير يقال له‏:‏ التبانة وكان إمامًا عالمًا بفنون كثيرة‏.‏

أفتى وأقرأ ودرس عدة سنين وعرض عليه قضاء مصر فامتنع عفة منه‏.‏

وله مصنفات كثيرة‏:‏ منها ‏"‏ شرح المنار ‏"‏ في أصول الفقه و ‏"‏ شرح مختصر ابن الحاجب ‏"‏ وخرج أيضًا ‏"‏ مختصر التلويح في شرح الجامع الصحيح ‏"‏ للحافظ مغلطاي وله ‏"‏ منظومة في الفقه ‏"‏ وشرحها في أربع مجلدات وله ‏"‏ مختصر في ترجيح الإمام أبي حنيفة ‏"‏ وله تعليق على البزدوي ولم يكمله وشرح كتبًا كثيرة غير ذلك‏.‏

وأصله من بلدة بالروم يقال لها‏:‏ ثيرة بكسر الثاء المثلثة وسكون الياء آخر وتوفي الشيخ المعتقد الصالح علي الروبي في رابع ذي الحجة‏.‏

وكان للناس فيه اعتقاد ويقصد للزيارة للتبرك به‏.‏

وتوفي قاضي القضاة شمس الدين محمد بن يوسف الركراكي المالكي قاضي قضاة الديار المصرية وهو قاض بحمص في رابع عشر شوال وقد تجرد صحبة السلطان‏.‏

وكان عالمًا دينًا مشكور السيرة‏.‏

وتوفي شيخ الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء شهاب الدين أحمد بن الأنصاري الشافعي في عاشر ذي القعدة‏.‏

وتوفي قاضي قضاة الحنابلة بدمشق الشيخ شرف الدين عبد القادر بن شمس الدين محمد بن عبد القادر الحنبلي النابلسي الدمشقي في عيد الأضحى بدمشق وكان فقيهًا فاضلًا أفتى ودرس‏.‏

وتوفي القاضي فتح الدين أبو بكر محمد ابن القاضي عماد الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن أبي الكرم محمد الدمشقي الشافعي المعروف بابن الشهيد كاتب سر دمشق قتيلًا بخزانة شمائل في ليلة الثلاثاء تاسع عشرين شعبان‏.‏

وكان ممن خرج على الملك الظاهر برقوق ووافق منطاشًا وحرض على قتال برقوق‏.‏

وقد مر من ذكره نبذة كبيرة عند حضوره إلى القاهرة مع جنتمر نائب دمشق وابن القرشي قاضي دمشق وغيرهما‏.‏

وكان فتح الدين رئيسًا فاضلًا بارعًا في الأدب والترسل مشاركًا في فنون كثيرة ماهرًا في التفسير مليح الخط‏.‏

وله مصنفات منها أنه نظم السيرة النبوية لابن هشام في مسطور مرجز وجملتها خمسون ألف بيت ولما ولي كتابة سر دمشق قال فيه بدر الدين بن حبيب‏:‏ كتابة السر علا قدرها بابن الشهيد الألمعي الأديب وكيف لا تعلو وقد جاءها ‏"‏ نصر من الله وفتح قريب ‏"‏ ومن شعر القاضي فتح الدين هذا - رحمه الله - قوله‏:‏ مدير الكأس حدثنا ودعنا بعيشك عن كؤوسك والحثيث حديثك عن قديم الراح يغني فلا تسق الأنام سوى الحديث وله‏:‏ قاسوا حماة بجلق فأجبتهم هذا قياس باطل وحياتكم فعروس جامع بجلق ما مثلها شتان بين عروسنا وحماتكم وله في عين بعلبك - رحمه الله -‏:‏ ولقد أتيت لبعلبك فشاقني عين بها روض النعيم منعم